بعد أيام من عودتها إلى المنزل الطفلة السودانية هند كرار (14 عاما) التي أدت حادثة خطفها والاعتداء عليها لمدة زادت عن 60 يوما إلى هز مشاعر المجتمع السعودي، وفي هذا اللقاء روت الفتاة وأسرتها لأول مرة تفاصيل ما جرى لها خلال فترة اختطافها وحتى إطلاق سراحها في إحدى دور الملاهي.
وتقيم الفتاة وأسرتها المكونة من 6 أفراد في حي الشميسي الشعبي بالعاصمة السعودية الرياض، في منزل قديم يقع بين مجموعة من المنازل المشابهة التي يقطنها عمال وافدون من دول آسيوية وإفريقية.
حكت هند عن يوم اختطافها قائلة: خرجت كعادتي من المنزل برفقة أختي الصغرى للذهاب إلى مدرسة تحفيظ القرآن, وبعد خروجي من المنزل تذكرت أنني أحتاج إلى القفازات لكوني حائضا في ذلك اليوم، فعدت للمنزل بحثا عنها بينما ذهبت أختي برفقة زميلاتها من بنات الجيران, ثم خرجت مجددا مع أبي الذي كان متجها إلى مسجد الحي للصلاة حتى وصلنا إلى مفترق طرق فذهبت في اتجاه مدرستي وذهب والدي إلى المسجد في الاتجاه المقابل فاعترضت طريقي إحدى السيارات وبداخلها 4 شباب، وأرادوا أن يصدموني بسيارتهم فتراجعت إلى الوراء وأسندت ظهري على الحائط الموازي للشارع، فتوقفت السيارة فجأة وخرج منها شاب جذبني للداخل ثم قاموا بضربي محاولين كتم صراخي وعويلي حتى وصلنا إلى منزل جذبوني إلى داخله ومن ثمّ إلى غرفة على سطح المبنى.
وتواصل قائلة: في تلك الغرفة استمروا في ضربي حتى ضعفت قواي ثم تناوبوا على اغتصابي الواحد تلو الآخر حتى أصبت بالإغماء وعندما استيقظت رأيت أن المنزل تسكنه امرأة و3 بنات و4 أولاد ادعت أنها والدتهم فأخذت أصرخ واستنجد أن تطلق سراحي لأعود إلى أهلي ولكن جميع محاولاتي باءت بالفشل لأعود بعدها إلى سجني في تلك الغرفة ذات الباب الحديدي.
وتضيف: لا أدري كم المدة التي قضيتها مع هؤلاء الذئاب البشرية، الذين لم يتوانوا في ضربي وإيذائي واغتصابي، حتى جاء يوم أخذوني فيه داخل سيارة ثم ألقوا بي في مكان لا أعلمه فأخذت أتحامل على نفسي من شدة الألم لعلي أجد سيارة أجرة أو وسيلة اتصال بعائلتي ولكنني لم أجد، حتى مرت سيارة "bmw" وعرضت علي نقلي إلى منزلي فركبت معهم، لأفاجأ بسائقها يقف عند منزله ويأمرني بدخول المنزل تحت التهديد بمسدس كان يحمله، وهناك تعرضت للاغتصاب مجددا ومكثت لديه أياما لا اعرف عددها.
وعند هذا الجزء توقفت هند عن اكمال قصتها وانسحبت إلى غرفتها مفضلة بقائها بمفردها فروت لنا أمها "زينب القصة من جانبها، وقالت: "بعد عودة والدها من الصلاة غادر المنزل بعد تناوله وجبة الغذاء، ولم يخطر بباله اختطاف هند وعدم ذهابها إلى المدرسة، حتى عادت أختها بمفردها وأخبرتنا بتغيبها، فخرجنا نبحث عنها مع الجيران حتى الثامنة صباحا ولكن جميع محاولتنا باءت بالفشل فأبلغنا الشرطة عن اختفائها فأخبرونا بضرورة مضي 48 ساعة على اختفائها حتى تعتبر مخطوفة.
وتضيف والدة هند قائلة: واصلنا البحث عنها ولم نيأس فعثرنا في اليوم الثاني لاختفائها على غطاء وجهها ملقى على أرض الشارع المؤدي إلى مدرسة تحفيظ القرآن, ولكننا لم نعثر على طريقة تهدينا إلى مكانها، فبدأنا بطرق جميع الأبواب حتى أننا خصصنا مبالغ مالية لمن يدلي بمعلومات عن مكانها، كما استعنا بعرّافين أفارقة ولكن لم نصل إلى شيء حتى تلقينا اتصالا في الساعة الخامسة عصر الخميس قبل الماضي وكان من صديقات يعملن في إحدى مدن الملاهي بالرياض وأخبرننا بالعثور على هند هناك.
تقول: في البداية لم أصدقهن لأننا تلقينا العديد من الاتصالات غير الحقيقية، ومع تأكيدهن انتقلنا فورا لمدينة الملاهي بعد إبلاغ الشرطة, وعند وصولنا اخرجوا ابنتي من باب آخر غير الباب الذي دخلنا منه بسبب شدة الزحام، وهناك رفض أبوها استلامها قبل وصول الشرطة لمعرفة من وراء خطف ابنته فتم اصطحابها إلى أحد مراكز الشرطة، وعند وصولنا للمركز طلبت منهم أن ارى ابنتي لكنني لم أقوعلى النظر إليها فقد تغير شكلها واختلفت معالم وجهها وتراجع وزنها، ورحت في غيبوبة، وعندما أفقت سمعتها تردد عبارات منها "أعطوني مخدرات" ثم أصيبت بحالة من البكاء والهستيريا وأخذت تصك وجهها بيديها، ثم حولوها إلى مركز شرطة الديرة التابع للحي الذي نسكن فيه وحاول ضابط الشرطة هناك استجوابها فتفوهت بكلمات متسارعة غير مفهومة، ثم حولت إلى سجن الملز لحين الانتهاء من التحقيقات والتحاليل الطبية اللازمة.
وكشفت "أم هند" سر الجوال الذي وجد مع هند لحظة العثور عليها فقالت إن هند اختطفته من الشاب الذي قام بإيصالها إلى مدينة الملاهي التي عثر عليها بها حتى تتمكن من الاتصال بعائلته بعد ذلك, ولكنها اكتشفت انه لا يعمل وبعد الكشف عنه اتضح أنه مسجل باسم مزور.
كما كشفت عن سر إنكار ابنتها لشخصيتها عندما وجدتها صديقة أمها في مدينة الملاهي وقالت إن الشاب الذي أوصلها طلب منها أن تدخل مدينة الملاهي وهددها بالقتل إن استنجدت أو حاولت الهروب، مضيفة أن الفتاة كانت تعاني أيضا مما يشبه "التوهان وعدم التركيز والارتباك وفقد الوعي" كما كان شكل وجهها مختلفا وحتى شعرها كان مقصوصا ووزنها كان أقل من المعتاد فكان طبيعيا ألا يكون هناك يقين من أنها هي.
وأشارت أم هند إلى أن حالة ابنتها النفسية تسوء يوم بعد يوم, وتنتابها بشكل دائم حالات من الفزع والبكاء وعدم الإدراك لما حولها حتى أنها لا تتعرف على إخوتها في بعض الأحيان، وصارت تفضل العزلة في كثير من الأوقات.
قصة واقعية في احياء الرياض